انخراط 3300 مدرسة في برنامج المدارس الإيكولوجية التابع لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مما يعتبر رقما قياسيا.

كانت حصيلة برنامج المدارس الإيكولوجية جيدة خلال السنة الدراسية 2021-2022. فقد تم تسجيل 3300 مدرسة في هذا البرنامج، مقابل 2800 عام 2021، وهو ما يعني انضمام 500 مدرسة جديدة، أي زيادة بـ 18 في المائة. هذا وتشرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، على تنفيذ هذا البرنامج منذ سنة 2006، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

بعد أن عرقلت جائحة فيروس كوفيد 19 الدورتين السابقتين لبرنامج المدارس الإيكولوجية، شهدت دورة هذا العام إقبالا منقطع النظير. فقد ارتفع عدد المدارس التي قامت بتطوير مسار تعلمي من سبع مراحل يسمح لها بضمان معالجة ملموسة لمواضيع وقضايا على غرار إدارة المياه والطاقة والنفايات والتغذية الصحية والحفاظ على التنوع البيولوجي…وذلك بهدف الحصول على اللواء الأخضر في ختام مسار متدرج.

خلال هذا العام، تقدمت 412 مدرسة بترشيحاتها للحصول على أحد مستويات شهادة برنامج المدارس الإيكولوجية الثلاثة، مقابل 228 خلال النسخة السابقة، أي بزيادة 80 في المائة. وكانت بذلك مهمة أعضاء لجنة التحكيم الوطنية شاقة، حيث اجتمعوا على امتداد ثلاثة أيام بالمركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في البيئة، من 25 إلى 27 يونيو 2022، من أجل التداول في الترشيحات وأيضا من أجل تقييم المساهمات في مسابقة الممارسات الفضلى “كان يا ما كان مدرسة إيكولوجية” في نسختها الثانية.

خلال الموسم الدراسي 2021-2022، منحت لجنة التحكيم اللواء الأخضر لـ 74 مدرسة إيكولوجية بعد أن عالجت بنجاح المواضيع ذات الأولوية الثلاثة (الماء والطاقة والنفايات). في حين حصلت 83 مدرسة إيكولوجية أخرى على الشهادة الفضية بعد معالجة موضوعين، ونالت 191 مدرسة الشهادة البرونزية بعد معالجة موضوع واحد.

منذ بداية جائحة فيروس كوفيد 19، وضعت المؤسسة رهن إشارة المدارس الإيكولوجية منصة إلكترونية لإيداع الترشيحات عن بعد، قبل الزيارات التي تجريها اللجان الإقليمية للتربية والتكوين على البيئة والتنمية المستدامة التي ترافق المدارس الإيكولوجية المشاركة في تنفيذ البرنامج وتؤطرها.

وقامت لجنة التحكيم، للسنة الثالثة على التوالي، بالتداول في مسابقة الممارسات الفضلى “كان يا ما كان مدرسة إيكولوجية”، والتي دارت مجريات نسختها الأولى خلال مؤتمر الأطراف كوب 22 سنة 2016، قبل أن تعود في دورة ثانية عام 2021. حيث يقوم الشباب المشاركون بتقديم ممارسة فضلى من تطوير مدرستهم الإيكولوجية في مقطع فيديو من ثلاث دقائق كحد أقصى. وقد تقرر هذا العام تناول موضوع التنوع البيولوجي، بناء على مقترح مؤسسة التربية البيئية، مخترعة برنامج المدارس الإيكولوجية والتي اعتمدت كذلك استراتيجية جديدة GAIA 2030 لتوعية الأطفال بخصوص الطوارئ المناخية.

وفحصت لجنة التحكيم 67 مقطع فيديو، وقررت تتويج 21 مقطع من ثمانية أكاديميات جهوية للتربية والتكوين. حيث ساهم في إعدادها 115 تلميذ و21 مؤطرا و21 مديرا، ويعتبرون جميعا متوجين بالمسابقة. وقد تم نشر مقاطع الفيديو الخاصة بالممارسات الفضلى المتوجة على موقع ecoecoles.ma.

تتسم هذه الممارسات الفضلى بتنوعها الكبير، وتشمل فرز نفايات المطعم وإعادة تدويرها من أجل تغذية حيوانات ضيعة تربوية صغيرة، ومشاركة تلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة في مسرحيات للتوعية بقضايا التنوع البيولوجي وإحداث مكتبات بيئية داخل المدارس وتنظيم معارض حول التنوع البيولوجي الحيواني والنباتي والعديد من الزيارات الميدانية.

المدارس الإيكولوجية واللواء الأخضر، برنامج دولي متواجد في 74 بلدا

برنامج المدارس الإيكولوجية أداة تربوية الغاية منها تلقين التلاميذ مفاهيم التربية على البيئة وعلى التنمية المستدامة وكذا السلوكات الصديقة للبيئة وأنماط العيش المحترمة للبيئة. إنه برنامج دولي تابع لمؤسسة التربية البيئية التي تشتغل في مجال تربية وتوعية المتمدرسين بأهمية الحفاظ على البيئة. هذا وتجمع هذه التربية بين البعدين الترفيهي والعملي.

تنخرط كل مدرسة في مسلسل تغيير من سبع مراحل من أجل تشجيع التلاميذ على تنفيذ أنشطة وممارسات بيئية فضلى في أي مكان يستطيعون فيه ذلك. وبمرور الوقت، يؤدي هذا المسلسل إلى تحسينات ظاهرة للعيان، على نتائج تعلم التلاميذ وسلوكهم على حد سواء، وعلى البيئة في نهاية المطاف. وتحصل المدارس في نهاية هذا المسار على اللواء الأخضر.

يحتاج مسار الحصول على اللواء الأخضر الكثير من العزيمة والصبر. ويتعين على المدارس الإيكولوجية معالجة ثلاثة مواضيع ذات أولوية لانتزاع اللواء، وهي إدارة النفايات وعقلنة استهلاك الماء والطاقة، ويجب عليها معالجة أربعة مواضيع أخرى للحفاظ عليه وتجديده: الحفاظ على التنوع البيولوجي والتغذية الصحية والتضامن والتغيرات المناخية.

يشجع برنامج المدارس الإيكولوجي اعتماد نهج عملي ملموس في معالجة هذه المواضيع، وذلك عبر التجريب والعمل الميداني الرامي إلى توعية التلاميذ بأهمية الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.

يعتبر برنامج المدارس الإيكولوجية أحد البرامج الرائدة التابعة لمؤسسة التربية البيئية (FEE). وقد تم اعتماده لحد الساعة في 74 بلدا. وتشرف على تنفيذه في المغرب مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة www.fm6e.org منذ سنة 2006 بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وقامت لحد الساعة 3300 مدرسة بالتسجيل في البرنامج، نصفها تقريبا من العالم القروي.